فليكن لله في عون «الأحرار».. فقد كان من الضروري لهؤلاء الأشخاص الواقعين تحت تخدير المظاهر، أن يشعروابما تعنيه النكسات. والنكسة في معجم الأحرار مفردة غريبة، غير مستساغة. إذا كان لديك المال والمكانة، فإنك منالعسير أن تلتفت إلى ما قد يطيح بك. لقد أنفق عزيز أخنوش قدرا هائلا من المال على ماكينة التواصل، ساعيا إلىخلق ذلك الاقتناع المزيف بأن من يستعرض القوة بذلك الشكل، لا بد وأن تكون له الكلمة الأخيرة. لقد قلنا في مامضى إن ذلك الإنفاق قد لا يكون سوى تبذير في مجتمع ينمو وعيه السياسي باطراد، وقد بينت الوقائع لاحقا أنجملة واحدة قد تكون كافية لوضع مشروع بأكمله على المحك.
ما يفتك بالسياسيين المغاربة هو الشعور بأن بمقدورهم فعل ما يشاؤون، وأن يتخلصوا من المنافسين، وأن يتحولواإلى أبطال مؤقتين. هم في الواقع أبطال من ورق، تكفي ريح خفيفة لدفعهم إلى الوراء مجددا.
هذه خلاصات ينبغي على «الأحرار» أن يؤمنوا بها، وها هم، كما نرى، يتخذون موقفا دفاعيا نادرا، بعدما كانأسلوبهم الهجومي مثيرا للاشمئزاز. لقد توارى أخنوش قليلا، لأن طبيعته الشخصية لا تقبل الإدانة، كما لا تقبل أيشيء آخر، وعلى حوارييه أن يلملموا الجراح.. جراحه هو قبل أي أحد آخر.